لعبة الابتزاز بين الفاسد والمسؤل الفاسد: العراقيون في خيبة أمل
30-أكتوبر-2021

لم تتوقف عمليات الضرب (تحت الطاولة) بين بعض أصحاب شعارات الفساد ورجال الأعمال والمسؤولين من جهة أخرى، تحت مزاعم كشف عمليات فساد، في حين أنها عمليات ابتزاز مكتملة الأركان.
وإن "ما يتم طرحه في حول فساد هذا المسؤول أو ذاك الوزير، أو غيره من رجال المال والسلطة، ما هي إلا حلقة من حلقات الابتزاز التي تمارس بشكل أو بآخر".
ورأى مراقبون أن المتاجرة بالفساد "هو أشد أنواع الفساد، وأن النظام يسمح بتكاثر المفسدين، ومن ثم الإيقاع بهم في أي لحظة .
وإن المسؤولين يتحدثون مثل ملاك بأجنحة، وينتقدون الفساد، ويقدمون رؤى عميقة للمشكلات، وحلولًا عبقرية، بينما متورطًون فى كل ما ينتقده".
يقول احد المراقبين وهو يتحدث عن ظهور شريحة من المبتزين تعتاش على فساد المسؤولين الحكوميين ان "الابتزاز خرج من صلب الفساد وهو الابن الشرعي له" مشيرا وهو يعلق على مشهد ابتزاز لمسؤول حكومي ظهر في مقطع فديوي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، الى ان "الشخص المبتز غير قادر على العيش من دون توفير المال المطلوب من المسؤول الذي يخضع للابتزاز لستر الفضيحة".
وأن خضوع المسؤول لحالات الابتزاز شجعت المبتزين على التمادي بالابتزاز حتى ان عمليات الابتزاز باتت مستشرية وتطال الكثيرين من المسؤولين الكبار"، مشيرا الى ان "عمليات الابتزاز لا تقتصر على المدراء وكبار المسؤولين بل تشمل حتى بعض الموظفين الذين يطمحون لتولي مناصب حكومية وهم متورطون بملفات فساد سابقة وهؤلاء يساومون المبتزين ويحققون لهم مطالبهم مقابل السكوت على الفضيحة التي قد تطيح بالمستقبل الوظيفي للموظف الفاسد".
وبمناسبة عملية اعتقال صباح الكناني، فأن محترفى الفساد في كل العصور، يتحدثون عن الطهارة والشرف، ولديهم نظريات فى الحديث عن الفساد والدعوة لمواجهته كأنهم من كبار رجالات أجهزة الرقابة، و«احذر الفاسد الذى يتحدث كثيرًا عن مواجهة الفساد»، وكثير من معارك نراها اليوم على الشاشات، أو مواقع التواصل، ظاهرها الحرص على الوطن، وباطنها المنافسة للبحث عن مكان بجوار السلطة، أو الحصول على صفقات فساد أو ابتزاز".